الدنمارك – كشف سحر التاريخ الغني وجمال المناظر الطبيعية
تكاد تكون المعلومات عن الدنمارك لا تُحصى وخاصةً المعلومات السياحية، فهي دولة قائمة منذ مئات السنين رغم اختلاف تسمياتها على مر العصور، وتكثر فيها الأماكن السياحية التاريخية والمعاصرة التي ينبغي على أي سائح يزور أوروبا زيارتها لما فيها من عظمة المظهر ولما أبدته حكومة الدنمارك من اهتمام بالسياحة. فماذا تعرف عن الدنمارك؟
الدنمارك وتُعرف رسمياً بـ مملكة الدنمارك، هي دولة تقع في المنطقة الاسكندنافية بشمال أوروبا وعاصمتها كوبنهاغن. تبلغ مساحتها 42.933 كم مربع ويبلغ غدد سكانها 5.806 مليون نسمة. تعتبر جرينلاند وجزر فارو منطقتين تتمتعان بالحكم الذاتي في الدنمارك بمعنى آخر هم أحرار في شؤونهم الداخلية ويعتمدون على حكومة الدنمارك العامة في شؤونهم الخارجية، وكانت أيسلندا حتى عام 1944 تتبع للحكم الدنماركي.
يقع جزء كبير من الدنمارك في شبه جزيرة جيلاند أكبر الجزر الدنماركية. بالإضافة إلى ذلك، تنتمي الجزر الموجودة في بحر البلطيق إلى الدنمارك. الجار الجنوبي للبلاد هو ألمانيا، بينما السويد هي جارتها الشرقية. كما أن الدنمارك عضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 1973.
تاريخ مملكة الدنمارك:
كانت الفايكنج أول قبيلة تهيمن على الدنمارك وحكموا من القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر. أسس الفايكنج مستعمرات في الغرب، ووصلت إلى بريطانيا العظمى وأيسلندا وغرينلاند وحتى أمريكا الشمالية. وأقاموا في الشرق مستوطنات تمتد إلى شواطئ البحر الأسود وبحر قزوين. وقد كان جزء كبير من إنجلترا تحت حكم الفايكنج المعروفين بـ “الأمة المحاربة”.
تمكن الاسكندنافي هارالد الأول بلو فانغ هارالد لأول مرة في عام 980 من إنشاء مملكة من خلال توحيد الدنمارك والنرويج. كما تحول إلى المسيحية بتأثير المبشرين الألمان. في عام 1363، تزوج الملك الدنماركي الرابع بإبنة فالديمار مارغريت الأول ملك النرويج السادس ووحد البلدين تحت علم واحد. وفي عام 1397، اتحدت السويد والنرويج والدنمارك ومستعمراتها (جزر فارو وأيسلندا وغرينلاند وفنلندا) في إمبراطورية إسكندنافية عظيمة تحت اسم اتحاد كالمار.
في عام 1521، غادرت السويد اتحاد كالمار رسميًا. وفي غضون ذلك، اهتزت دول الشمال بسبب الإصلاح البروتستانتي الذي أطلقه مارتن لوثر في ألمانيا. واصلت الدنمارك والنرويج العمل معًا تحت اسم الدنمارك والنرويج حتى عام 1821. في أوائل القرن التاسع عشر، اهتزت الدنمارك من أسسها بسبب الحروب النابليونية. وكان أسطول المملكة المتحدة قد هاجم كوبنهاغن في عام 1801. ثم اضطرت الدنمارك إلى مغادرة النرويج إلى السويد التي كانت عضوًا في الحزب الذي ربح الحرب وفقًا لمعاهدة كيل الموقعة في عام 1814 عندما خسرت فرنسا حليفة الدنمارك الحرب.
في السنوات الأولى من القرن العشرين تم بيع المستعمرات الدنماركية في منطقة البحر الكاريبي إلى الولايات المتحدة. ظلت الدنمارك محايدة خلال الحروب العالمية. وعلى الرغم من أنها ظلت محايدة خلال الحرب العالمية الثانية فقد احتلتها ألمانيا في 9 أبريل 1940. رداً على ذلك، احتل جيش المملكة المتحدة جزر فارو وأيسلندا. ثم أعلنت آيسلندا استقلالها في 17 يونيو 1944 وغادرت الدنمارك. من ناحية أخرى، أعيدت جزر فارو إلى الدنمارك في عام 1948.
بعد الحربين العالميتين أنهت الدنمارك سياستها الحيادية، فأصبح عضواً في الأمم المتحدة عام 1945. في عام 1949 أصبحت أحد الأعضاء المؤسسين لحلف شمال الأطلسي. وفضلت الدنمارك التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 1 يناير 1973 البقاء خارج الاتحاد الأوروبي في بعض القضايا. على سبيل المثال، بعد رفض استفتاء عام 2000 اختارت الدنمارك البقاء خارج منطقة اليورو.
المناخ في الدنمارك:
تقع الدنمارك في شمال أوروبا، وهي تحت تأثير المناخ المعتدل. تتمتع البلاد بشتاء معتدل وتنخفض درجات الحرارة إلى 15 درجة في يناير. في الدنمارك التي تتمتع بصيف بارد في فصل الصيف، يبلغ متوسط درجة الحرارة في أغسطس 17.2 درجة.
السياحة في الدنمارك:
بشكلٍ عام تقع معظم الأماكن السياحية في كوبنهاجن العاصمة، وتعتمد حكومة الدنمارك على السياحة بشكل كبير في الدخل القومي فتستقطب كوبنهاجن لوحدها ما يقارب 3 مليون سائح سنوياً نظراً لما تبديه الدولة من اهتمام في مجال السياحة.